{ وإنا لجميعٌ حذرون } أي : من عادتنا الحذر والتيقظ واستعمال الحزم في الأمور فإذا خرج علينا خارج سارعنا إلى حسم فساده ، وهذه معاذير اعتذر بها إلى أهل المدائن لئلا يظن به ما يكسر من قهره وسلطانه ، وقرأ ابن ذكوان والكوفيون بألف بعد الحاء ، والباقون بغير ألف ، قال أبو عبيدة والزجاج : هما بمعنى واحد يقال رجل حذر وحذور وحاذر بمعنى ، وقيل بل بينهما فرق فالحذر المتيقظ والحاذر الخائف .
قيل : الأول للتجدّد لأنه اسم فاعل ، والثاني : للثبات لأنه صفة مشبهة وقيل : الحاذر المتبلج الذي له شوكة السلاح وهو أيضاً من الحذر لأنّ ذلك إنما يفعل حذراً ، يحكى أنه كان يتصرف في خراج مصر وأنه يجزئه أربعة أجزاء : أحدها : لوزرائه وكتابه وجنده والثاني : لحفر الأنهار وعمل الجسور والثالث : له ولولده والرابع : يفرّق في المدن ، فإن لحقهم ظلم أو ظمأ أو اشتجار أو فساد غلة أو موت عوامل قوّاهم به ، ويروى أنه قصده قوم فقالوا نحتاج إلى أن نحفر خليجاً لنعمر ضياعنا فأذن في ذلك واستعمل عليهم عاملاً فاستكثر ما حمل من خراج تلك الناحية إلى بيت المال فسأل عن مبلغ ما أنفقوه في خليجهم فإذا هو مائة ألف دينار ، فأمر بحملها إليهم فامتنعوا من قبولها ، فقال : اطرحوها عليهم فإنّ الملك إذا استغنى بمال الرعية يعني رعيته افتقر ، وإن الرعية إذا استغنت بمال ملكهم استغنى واستغنوا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.