{ وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذرون } أي إنا لجمع من عاداتنا الحذر والاحتراز واستعمال الحزم في الأمور ، أشار أولاً إلى عدم ما يمنع اتباعهم من شوكتهم ثم إلى تحقق ما يدعو إليه من فرط عداوتهم ووجوب التيقظ في شأنهم حثاً عليه أو اعتذاراً بذلك إلى أهل المدائن كيلا يظن به عليه العلنة ما يكسر سلطانه .
وقرأ جمع من السبعة . وغيرهم { حاذرون } بغير ألف ، وفرق بين حاذر بالألف وحذر بدونها بأن الأول اسم فاعل يفيد التجدد والحدوث والثاني صفة مشبهة تفيد الثبات ، وقريب منه ما روى عن الفراء . والكسائي أن الحذر من كان الحذر في خلقته فهو متيقظ منتبه ، وقال أبو عبيدة : هما بمعنى واحد ، وذهب سيبويه إلى أن حذرا يكون للمبالغة وأنه يعمل كما يعمل حاذر فينصب المفعول به ، وأنشد :
حذر أموراً لا تضير وآمن *** ما ليس منجيه من الأقدار
وقد نوزع في ذلك بما هو مذكور في كتب النحو . وعن ابن عباس . وابن جبير . والضحاك . وغيرهم أن الحاذر التام السلاح . وفسروا ما في الآية بذلك ، وكأنه بمعنى صاحب حذر وهي آلة الحرب سميت بذلك مجازاً ، وحمل على ذلك قوله تعالى : { خُذُواْ حِذْرَكُمْ } [ النساء : 71 ] . وقرأ سميط بن عجلان . وابن أبي عمار . وابن السميقع { حادرون } بالألف والدال المهملة من قولهم : عين حدرة أي عظيمة وفلان حادر أي متورم . قال ابن عطية : والمعنى ممتلئون غيظاً وأنفة . وقال ابن خالويه : الحادر السمين القوي الشديد . والمعنى أقوياء أشداء . ومنه قول الشاعر :
أحب الصبي السوء من أجل أمه *** وأبغضه من بغضها وهو حادر
وقيل : المعنى تامو السلاح على هذه القراءة أيضاً أخذاً من الجدارة بمعنى الجسامة والقوة فإن تام السلاح يتقوى به كما يتقوى بأعضائه ، و { لَّمَّا جَمِيعٌ } على جميع القراآت والمعاني بمعنى الجمع وليست التي يؤكد بها كما أشرنا إليه ولو كانت هي المؤكدة لنصبت .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.