فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَٰذِرُونَ} (56)

{ وإنا لجميع حاذرون } أي أنا لجمع من عاداتنا الحذر والاحتراز واستعمال الحزم في الأمور ، أشار أولا إلى عدم ما يمنع اتباعهم من شوكتهم ، ثم إلى تحقق ما يدعو إليه من فرط عداوتهم-{[2677]} ، وشاء الخبير البصير الحكيم القدير أن يستخرج فرعون وهامان وجنودهما ليطهر الأرض من بطشهم وكيدهما ، وأن يهلكوا بعيدا عن الكنوز والقصور ، والحدائق والدور ، لأنهم قد سبق في علم المولى سبحانه أن يرث هذه النعمة من كانوا مستضعفين من قبل ، وجمهور علماء القرآن على أن ميراث بني إسرائيل لهذه الأرض وما حوت من أموال على ظاهرها وفي باطنها كان بعد إغراق فرعون وقومه ، لكن عبر عن المستقبل حينذاك بالماضي لأنه واقع لا محالة ، ولتحقق وقوعه كأنه قد وقع وانقضى ، وحين بدأ شروق الشمس كان جند الكفر يتحرك يتابع المسلمين ، موسى وهارون ومن آمن بهما .


[2677]:ما بين العارضتين من روح المعانى.