الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَٰذِرُونَ} (56)

قوله{[50988]} : { وإنا لجميع حذرون } من قرأ{[50989]} بألف{[50990]} وبغير ألف{[50991]} فمعناه عند أبي عبيدة واحد ، وهو مذهب سيبويه{[50992]} لأنه أجاز أن تعدى{[50993]} بحذرا{[50994]} كما يعدى حاذرا .

وقال الجرمي : لا يجوز : حذر زيدا{[50995]} إلا على حذف ( من ) .

وقال الكسائي والفراء والمبرد : رجُل حذر . إذا كان الحذر{[50996]} في خلقته فهو متيقظ منتبه{[50997]} ، فلا يتعدى على هذا المعنى كما لا يتعدى كريم وشريف . ومعنى حاذر عندهم : مستعد فيكون المعنى على قراءة من قرأ بغير ألف : وإنا لجميع قد استشعرنا الحذر حتى صار كالخلقة وقيل{[50998]} معناه : وإنا لجميع حاملون السلاح ، وإن بني إسرائيل لا سلاح معهم . ومن قرأ بألف فمعناه : مستعدون بالسلاح ، فهو أمر{[50999]} محدث فيهم .

قال ابن مسعود{[51000]} : حاذرون مؤدون{[51001]} في الكراع{[51002]} والسلاح أي : معهم أداة ذلك .

وقيل{[51003]} : حاذرون : شاكون{[51004]} في السلاح : وقرأ{[51005]} ابن أبي عمار{[51006]} حادرون بالدال غير معجمة بمعنى : ممتلئين غيظا . تقول العرب{[51007]} جمل حادر : إذا كان ممتلئا غيظا .

قيل : حاذرون{[51008]} ممتلئون بالسلاح .


[50988]:ز: ثم قال.
[50989]:قرأ بالألف الكوفيون، وابن ذكوان، وزيد بن علي: وهو الذي قد أخذ يحذر ويجدد حذره. وقرأه باقي السبعة بغير ألف: وهو المتيقظ. انظر: الكشف 2/151، والبحر7/18.
[50990]:ز: الألف.
[50991]:ز: الأف.
[50992]:انظر: البحر 7/18.
[50993]:ز: "بعدي" وهو خطأ.
[50994]:ز: حذرا.
[50995]:ز: "زيد".
[50996]:"الحذر" سقطت من ز.
[50997]:ز: متنبه.
[50998]:انظر: زاد المسير 6/125، والدر المنثور19/297.
[50999]:ز: أمن.
[51000]:انظر: القرطبي13/102، والدر المنثور19/297.
[51001]:من "مؤدون...حاذرون" ساقط من ز.
[51002]:والكراع: السلاح، وقيل: هو اسم يجمع الخيل والسلاح، انظر: اللسان 8/307 مادة: كرع.
[51003]:انظر: القرطبي13/102.
[51004]:ز: شاكلون.
[51005]:ز: قرأ.
[51006]:ز: "عامر" وهو تحريف: انظر: المحتسب 2/128.
[51007]:انظر: اللسان 4/175 مادة: حذر.
[51008]:ز: حذرون.