الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{يَوۡمَ هُم بَٰرِزُونَۖ لَا يَخۡفَىٰ عَلَى ٱللَّهِ مِنۡهُمۡ شَيۡءٞۚ لِّمَنِ ٱلۡمُلۡكُ ٱلۡيَوۡمَۖ لِلَّهِ ٱلۡوَٰحِدِ ٱلۡقَهَّارِ} (16)

{ يَوْمَ هُم بَارِزُونَ } خارجون من قبورهم ، ظاهرون لايسترهم شيء { يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ } من أعمالهم وأحوالهم { شَيْءٌ } ومحل ( هم ) رفع على الابتداء و( بارزون ) خبره { لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ } وذلك عند فناء الخلق ، وقد ذكرنا الأخبار فيه .

قال الحسن : هو السائل وهو المجيب ، لأنه يقول ذلك حين لا أحد يجيبه فيجيب نفسه فيقول : { لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } الذي قهر الخلق بالموت .

أخبرنا شعيب أخبرنا مكي حدثنا أبو الأزهر حدثنا روح حدثنا حماد عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن ابن مسعود قال : يجمع الله الخلق يوم القيامة بصعيد واحد ، بأرض بيضاء كأنها سبيكة فضّة لم يعص الله تعالى فيها قط ، فأول ما تتكلم به أن ينادي مناد { لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } .