الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{مَّن يُصۡرَفۡ عَنۡهُ يَوۡمَئِذٖ فَقَدۡ رَحِمَهُۥۚ وَذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡمُبِينُ} (16)

{ مَّن يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ } يعني من يُصَرف الغضبُ عنه .

وقرأ أهل الكوفة : يصرف بفتح الياء وكسر الراء على معنى من صرف اللّه عنه العذاب ، واختاره أبو عبيدة وأبو حاتم لقوله { من الله } بأن قبل فيما قبله : { قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل للَّهِ } [ الأنعام : 12 ] ، ولقوله فيما بعده { رَحِمَهُ } ولم يقل : فقد رحم ، على الفعل المجهول .

[ ولقراءة أُبيّ : من يصرفه الله عنه ] . يعني يوم القيامة ، وهو ظرف مبني على الخبر لإضافة الوقت إلى إذ كقولك : حينئذ [ وساعتئذ ] { فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ } يعني نجاة البينة