الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَلَوۡ جَعَلۡنَٰهُ مَلَكٗا لَّجَعَلۡنَٰهُ رَجُلٗا وَلَلَبَسۡنَا عَلَيۡهِم مَّا يَلۡبِسُونَ} (9)

{ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً } يعني ولو أرسلنا إليهم ملكاً { لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً } يعني في صورة رجل آدمي لأنهم لا يستطيعون النظر إلى الملائكة { وَلَلَبَسْنَا } ولشبهنا وخلطنا { عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ } يخلطون ويشبهون على أنفسهم حتى يشكوا فلا يدرى أملك هو أم آدمي .

وقال الضحاك وعطية عن ابن عباس : هم أهل الكتاب فرقوا دينهم وكذبوا رسلهم وهو تحريف الكلام عن مواضعه فلبس اللّه عليهم ما لبسوا على أنفسهم .

وقال قتادة : ما لبس قوم على أنفسهم إلاّ لبس الله عليهم .

وقرأ الأزهري : وللبسنا بالتشديد على التكرير يقال : ألبست العرب ألبسه لبساً وإلتبس عليهم الأمر ألبسه لبساً