الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{قُل لَّآ أَجِدُ فِي مَآ أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٖ يَطۡعَمُهُۥٓ إِلَّآ أَن يَكُونَ مَيۡتَةً أَوۡ دَمٗا مَّسۡفُوحًا أَوۡ لَحۡمَ خِنزِيرٖ فَإِنَّهُۥ رِجۡسٌ أَوۡ فِسۡقًا أُهِلَّ لِغَيۡرِ ٱللَّهِ بِهِۦۚ فَمَنِ ٱضۡطُرَّ غَيۡرَ بَاغٖ وَلَا عَادٖ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (145)

[ ثمّ بيّن ] المحرمات فقال { قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَآ أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً } أي شيئاً محرّماً { عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ } آكل يأكله . وقرأ علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه : يطعمه مثقلة بالطاء أراد يتطعّمه فأدغم ، وقرأت عائشة على طاعم طعمه { إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً } [ مهراقاً ] سائلاً . قال عمران بن جرير : سألت أبا مجلز عمّا يتلطخ من اللحم بالدم وعن القدر تعلوها حمرة الدم . قال : لا بأس به إنّما نهى الله سبحانه عن الدم المسفوح .

وقال إبراهيم : لا بأس الدم في عروق أو مخ إلاّ المسفوح الذي تعمّد ذلك ، قال عكرمة : لولا هذه الآية لأتّبع المسلمون من العروق ما تتبّع اليهود { أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ } خبيث { أَوْ فِسْقاً } معصية { أُهِلَّ } ذبُح { لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } .