الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَإِن فَاتَكُمۡ شَيۡءٞ مِّنۡ أَزۡوَٰجِكُمۡ إِلَى ٱلۡكُفَّارِ فَعَاقَبۡتُمۡ فَـَٔاتُواْ ٱلَّذِينَ ذَهَبَتۡ أَزۡوَٰجُهُم مِّثۡلَ مَآ أَنفَقُواْۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيٓ أَنتُم بِهِۦ مُؤۡمِنُونَ} (11)

{ وَإِن فَاتَكُمْ } أيها المؤمنون { شَيْءٌ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ } فلحقن بهم مرتدات ، { فَعَاقَبْتُمْ } قراءة العامة بالألف وأختاره أبو عبيدة وأبو حاتم ، وقرأ إبراهيم وحميد والأعرج فعقّبتم مشدداً ، وقرأ مجاهد فأعقبتم على وزن أفعلتم وقال : صنعتم بهم كما صنعوا بكم ، وقرأ الزهري «فعقبتم » خفيفة بغير ألف ، وقرأ فعقبتم كسر القاف خفيفة وقال : غنمتم .

وكلها لغات بمعنى واحد يقال : عاقب وعقّب وعَقَب وَعقِب وأعقِب وَيعقِب واعتقِب وتعاقب إذا غنم .

ومعنى الآية : فغزوتم وأصبتم من الكفار عقبى وهي الغنيمة وظفرتم وكانت العاقبة لكم ، وقال المؤرخ : معناه فحلقتم من بعدهم وصار الأمر اليكم ، وقال الفرّاء : عقّب وعاقب مثل تصعر وتصاعر ، وقيل : غزوة بعد غزوة .

{ فَآتُواْ الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِّثْلَ مَآ أَنفَقُواْ } عليهم من الغنائم التي صارت في أيديكم من أموال الكفار وقيل : فعاقبتم المرتدة أي قتلتموها ، وكان جميع من لحق بالمشركين من نساء المؤمنين المهاجرين راجعة عن الأسلام ست نسوة : أم الحكم بنت أبي سفيان كانت تحت عياض بن شداد الفهري ، وفاطمة بنت أبي آمنة بن المغيرة أخت أم سلمة كانت تحت عمر بن الخطاب فلما أراد عمر أن يهاجر أبت وارتدّت ، ويروع بنت عقبة كانت تحت شماس بن عثمان ، وعبدة بنت عبد العزى بن فضلة وزوجها عمر بن عبدون ، وهند بنت أبي جهل بن هشام وكانت تحت هشام بن العاص بن وائل ، وكلثوم بنت جدّول كانت تحت عمر ابن الخطاب ، وأعطاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مهور نسائهم من الغنيمة .

{ وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي أَنتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ } .