{ وإن فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا } [ 11 ] .
هذا قول الزهري{[68286]} ، فأمرهم{[68287]} الله عز وجل{[68288]} إذا غنموا من المشركين غنيمة ، وصارت لهم على المشركين عقبى خير ، أن يدفعوا إلى من ذهبت امرأته إلى المشركين صداقه الذي كان دفع إليها من الغنيمة إذ قد امتنع المشركون من رد الصداق .
وقال مجاهد وقتادة : هذا إنما هو فيمن فر من نساء المؤمنين إلى الكفار الذين ليس بينهم وبين المؤمنين عهد ولا صلح{[68289]} .
ومعنى : { فعاقبتم } أي : فأصبتم عقبى خير من غنيمة .
وقيل : معناه : أن الله عز وجل{[68290]} أمر المؤمنين أن يعطوا لمن ذهبت زوجته إلى المشركين من صدقات المهاجرات{[68291]} إليهم من عند المشركين ، فإن بقي في أيدي المؤمنين فضل من الصدقات ردوه إلى المشركين ، هذا كله معنى قول الزهري{[68292]} .
وقال غيره : إنما أمروا أن يدفعوا إلى من ذهبت زوجته إلى المشركين من غنيمة وفيء إذا افتتح عليهم به{[68293]} ، وهو قول ( مجاهد وقتادة{[68294]} ) . وأكثر العلماء/على أن هذا الحكم منسوخ ، لأنه إنما كان مخصوصا في ذلك العهد بعينه{[68295]} .
قال الزهري : انقطع هذا يوم الفتح{[68296]} .
وقال قتادة : نسخ الله عز وجل{[68297]} هذا في سورة براءة{[68298]} . /
وقال الثوري : لا يعمل به اليوم{[68299]} .
وعن عائشة رضي الله عنها : أن هذه الآية { واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا } لما نزلت كتب المسلمون{[68300]} إلى المشركين أن الله عز وجل{[68301]} قد حكم بكذا وكذا ونصوا الآية ، فكتب إليهم المشركون : أما نحن فلا نعلم لكم عندنا شيئا ، فإن كان لنا عندكم شيء فوجهوا به ، فأنزل الله : " وإن فاتكم شيء " … الآية{[68302]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.