الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{۞إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَآبِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ ٱلۡبُكۡمُ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡقِلُونَ} (22)

{ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ } يعني أن شرّ [ الدواب ] على وجه الأرض من خلق الله { عِندَ اللَّهِ } فقال الأخفش : كل محتاج إلى غذا فهو دابة .

{ الصُّمُّ الْبُكْمُ } عن الحق كأنّهم لا يسمعون ولا ينطقون .

قال ابن زيد : هم صم القلوب وبكمها وعميها . وقرأ

{ فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } [ الحج : 46 ] .

وقال ابن عباس وعكرمة : هم بنو عبد الدار بن قصي كانوا يقولون نحن صُمٌّ بُكم عُمّي عن مخاطبة محمد لا نسمعه ولا نجيبه ، [ فكانوا ] جميعاً [ بأُحد ] ، وكانوا أصحاب اللواء ولم يسلم منهم إلاّ رجلان مصعب بن عمير وسويبط بن حرملة { الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ } أمر الله