وقوله تعالى : ( إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون ) تأويله ، والله أعلم ، إن الذي هو شر الدواب عند الله هو [ الأصم الأبكم ][ في الأصل وم : الصم البكم ] لا ينتفع بسمعه ولا بلسانه[ في الأصل بلسانه ، في م : والبكم الذي لا ينتفع بلسانه ] ونطقه ، وهم[ في الأصل وم : لأنهم ] لم ينتفعوا بسمعهم لما جعل له السمع ولم ينتفعوا بنطقهم لما جعل له النطق ، ولم ينتفعوا بعقلهم لما جعل له العقل ؛ فهم شر الدواب كقوله : ( أولئك كالأنعام بل هم أضل )[ الأعراف : 179 ] وأشر ، لأن الدواب والأنعام انتفعت بهذه الحواس لما جعلت لها هذه الحواس عرفت بهذه الحواس المهالك والمضار ، فتوقتها[ في الأصل وم : فتوقت عنها ] ، وعرفت اللاذ والنافع بها ، فرغبت[ في الأصل وم : فترغب ] فيها ، فانتفعت[ أدرج قبلها في الأصل وم : ونفع ] الدواب بالحواس التي جعلت[ في الأصل وم : جعل ] لها لما جعلت ، ولم تجعل لا هذه الحواس إلا للمقدار الذي عرفت ، وفهمت ، وانتفعت .
وهؤلاء الكفرة لم ينتفعوال بالحواس التي جعلت لهم لما جعلت [ وإنما جعلت لهم ][ في الأصل : وإنما جعلت لهم ذلك ، في م : لهم ذلك ] ليعرفوا المنافع لهم اللاذ في العاقبة ، فيعملوا لذلك ، ويعرفوا الضار لهم في العاقبة والمهلك ، فيتوقوه ، فلم ينتفعوا بحواسهم لما جعلت الحواس ، والدواب انتفعت بها لذلك كانوا أضل وأشر .
وقوله تعالى : ( إن شر الدواب ) الذين اكتسبوا الصمم الدائم والعمى الدائم ، وذلك في الآخرة كقوله ( ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما )[ الإسراء : 97 ] وقوله : ( اخسؤا فيها ولا تكلمون )[ المؤمنون : 108 ] أي تركوا اكتساب البصر الدائم والسمع الدائم والحياة الدائمة .
والباقي سماهم صما وبكما وعميا لم يكتسبوا بصر القلب ونطق القلب [ وسمع القلب ][ من م ، ساقطة من الأصل ] فهذه هي الحواس التي تكون في الاكتساب ، ولم يكتسبوها ، إنما لهم الحواس الظاهرة ، أو يقول : ( إن شر الدواب ) التي لم ينتفع[ في الأصل وم : ينتفعوا ] بالذي ذكر من الحواس ، وتركب[ في الأصل وم : وتركوا ] استعمالها ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.