ثم بين - سبحانه - مصير الذين لم يكتفوا بالكفر ، بل ضموا إليه رذائل أخرى فقال - تعالى - : { الذين كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ الله زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ العذاب بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ } ، أي : الذين لم يكتفوا بكفرهم ، بل أضافوا إلى ذلك أنهم : { صدوا } غيرهم ، ومنعوه { عَن سَبِيلِ الله } ، أي : عن اتباع الصراط المستقيم ، والطريق القويم ، وهو طريق الإِسلام . . هؤلاء الأشقياء الذين فعلوا ذلك : { زدناهم عذابا } ، شديدا { فوق العذاب } ، الذي يستحقونه ، { بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ } ، أي : بسبب فسادهم في الأرض وكفرهم بالحق ، وصدهم الناس عن اتباعه .
وهذه الزيادة في عذابهم ، وردت آثار عن بعض الصحابة في بيانها . ومن ذلك ما روى عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال : " زيدوا عقارب لها أنياب كالنخل الطوال ينهشونهم في جهنم " .
قال ابن كثير : وهذا دليل على تفاوت الكفار في عذابهم ، كما يتفاوت المؤمنون في منازلهم في الجنة ودرجاتهم .
وقوله : { الذين كفروا } الآية ، في ضمن : { وضل عنهم ما كانوا يفترون } ؛ لأنه حل بهم عذاب الله وباشروا نقمته ، ثم فسروه فأخبر أن الذين كفروا ومنعوا غيرهم من الدخول في الدين وسلوك سبيل الله ، زادهم عذاباً أجلّ من العذاب العام لجميع الناس ، عقوبة على إفسادهم ، فيحتمل أن يكون قوله : { الذين } ، بدلاً من الضمير في : { يفترون } ، و { زدناهم } ، فعل مستأنف إخباره ، ويحتمل أن يكون : { الذين } ، ابتداء و { زدناهم } ، خبره ، وروي في ذلك : أن الله تعالى يسلط عليهم عقارب وحيات ، لها أنياب كالنخل الطوال ، قاله ابن مسعود ، وقال عبيد بن عمير : لها أنياب كالنخل ، وعقارب كالبغال الدهم ، ونحو هذا عن عبد الله بن عمرو بن العاصي ، إن لجهنم سواحل فيها هذه الحيات وهذه العقارب ، فيفر الكافر إلى السواحل من النار ، فتلقاهم هذه الحيات والعقارب ، فيفرون منها إلى النار فتتبعهم حتى تجد حر النار ، فترجع ، قال وهي في أسراب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.