التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي  
{ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ زِدۡنَٰهُمۡ عَذَابٗا فَوۡقَ ٱلۡعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يُفۡسِدُونَ} (88)

ثم بين - سبحانه - مصير الذين لم يكتفوا بالكفر ، بل ضموا إليه رذائل أخرى فقال - تعالى - : { الذين كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ الله زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ العذاب بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ } ، أي : الذين لم يكتفوا بكفرهم ، بل أضافوا إلى ذلك أنهم : { صدوا } غيرهم ، ومنعوه { عَن سَبِيلِ الله } ، أي : عن اتباع الصراط المستقيم ، والطريق القويم ، وهو طريق الإِسلام . . هؤلاء الأشقياء الذين فعلوا ذلك : { زدناهم عذابا } ، شديدا { فوق العذاب } ، الذي يستحقونه ، { بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ } ، أي : بسبب فسادهم في الأرض وكفرهم بالحق ، وصدهم الناس عن اتباعه .

وهذه الزيادة في عذابهم ، وردت آثار عن بعض الصحابة في بيانها . ومن ذلك ما روى عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال : " زيدوا عقارب لها أنياب كالنخل الطوال ينهشونهم في جهنم " .

قال ابن كثير : وهذا دليل على تفاوت الكفار في عذابهم ، كما يتفاوت المؤمنون في منازلهم في الجنة ودرجاتهم .