قوله : { الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون } ، الكفر في ذاته فظيع وشنيع . وإذا ضُم على الكفر الصد عن سبيل الله ، فذلكم أفظع وأشنع . والصد عن سبيله يتناول كل وجوه الفتنة والإضلال عن دعوة الله . سواء كان ذلك بالمال أو النساء أو تقلد المناصب ، أو كان ذلك بالترهيب والتخويف ، أو التلويح باستعمال القوة والتعذيب من أجل الصد عن دين الله ، والحيلولة دون التشبث بالإسلام . وغير ذلك من مختلف الوسائل والأساليب التي برع فيها المجرمون والمتربصون وهم يصدون الناس عن عقيدة الإسلام وتعاليمه . لا جرم أن هذه بمفردها جريمة فظيعة نكراء تضاف إلى جريمة الكفر . وأولئك الصادون عن دين الله قد زادهم الله عذابا فوق العذاب من النار . وفي معنى هذه الزيادة قال ابن مسعود : عقارب لها أنياب كالنخل الطوال ، وحيات أمثال البُخْت تأخذ بشفاههم إلى أقدامهم ، فيستغيثون منها إلى النار فيقولون : النار النار . وقيل : يخرجون من النار إلى الزمهرير ، فيبادرون من شدة برده إلى النار . وقيل غير ذلك . ( بما كانوا يفسدون ) ، أي : زادهم الله عذابا فوق العذاب بسبب عصيانهم ، وبأمرهم غيرهم أن يعصوا الله ويجتنبوا دينه وشرعه{[2588]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.