الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ زِدۡنَٰهُمۡ عَذَابٗا فَوۡقَ ٱلۡعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يُفۡسِدُونَ} (88)

ثم قال تعالى : { الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب } [ 88 ] .

أي : الذين كفروا بالله [ سبحانه{[39659]} ] وبرسوله [ صلى الله عليه وسلم ] وصدوا عن الإسلام من أراده ، زدناهم في جهنم عذابا فوق العذاب الذي هم فيه قبل أن يزادوا .

وقال ابن مسعود : الزيادة عقارب لها أنياب كالنخل الطوال تنهشهم{[39660]} . وروى عنه مرة{[39661]} أنه قال/أفاعي{[39662]} . وعن ابن عمر أنه قال : لجهنم سواحل فيها حيات وعقارب أعناقها كأعناق البخت{[39663]} . وقيل : إنهم يخرجون من حر النار [ إلى{[39664]} ] برد الزمهرير فيتبادرون من شدة برد[ ه إلى النار{[39665]} ] أعاذنا من ذلك{[39666]} . وقال السدي : الزيادة عقارب في النار أمثال : البغال ، وحيات{[39667]} أمثال{[39668]} : الفيلة .

وروى البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " زيدوا عقارب أمثال النخل{[39669]} تنهشهم في جهنم " {[39670]} .

قال مجاهد إن لجهنم جنابا ، يعني : جانبا كالساحل ، فيها{[39671]} حيات كأمثال أعناق [ البخت{[39672]} ] ، وأنيابا لها كأنياب{[39673]} البغال{[39674]} فيهرب أهل النار من النار إلى جنابها فتشد{[39675]} عليهم العقارب فتأخذ شفاههم{[39676]} فتسقط ما بين الشفر إلى الظفر فما ينجيهم منها إلا الهرب إلى النار{[39677]} .

قال{[39678]} ابن مسعود : إنه ليسمع للهوام بين أطباق جلد الكافر في النار جلبة كما تسمع جلبة الوحش في البر . وإن غلظ جلده أربعون{[39679]} ذراعا{[39680]} بذراع الجبار يعني : الملك .

وروى مجاهد عن ابن عمر أن النبي عليه السلام قال : " إنهم ليعظمون في النار حتى يصير{[39681]} ما بين شحمة أذن أحدهم{[39682]} إلى عاتقه{[39683]} مسيرة كذا وكذا ، وإن جلد أحدهم أربعون ذراعا ، وضرسه أعظم من جبل أحد " {[39684]} .

وقوله : { بما كانوا يفسدون } [ 88 ] .

أي : يفسدون في الدنيا بصدهم الناس عن الإسلام{[39685]} .


[39659]:ساقط من ق.
[39660]:انظر: قول ابن مسعود في المستدرك 2/356، وكذا في جامع البيان 14/16، ومعاني الزجاج 3/216 والجامع 10/108 والدر 5/157.
[39661]:ق : ضرة.
[39662]:انظر: الرواية الثانية عن ابن مسعود في جامع البيان 14/160.
[39663]:ق: النجب.
[39664]:وانظر: قول ابن عمر في جامع البيان 14/160، وفيه عبد الله بن عمرو.
[39665]:ساقط من ق.
[39666]:انظر: المصدر السابق.
[39667]:ط: حية.
[39668]:ط : كأمثال.
[39669]:ق: النحل.
[39670]:وهو الأثر الموقوف عن ابن مسعود، وفي الدر 5/157 جاء مرفوعا، وفيه: "أخرجه ابن مردويه، والخطيب في تالي التخليص".
[39671]:ط: فيه.
[39672]:ق: النجب.
[39673]:ط: كأمثال.
[39674]:ط: البغال الدهم.
[39675]:ط: فتشتد.
[39676]:ط: شفايهم.
[39677]:انظر: قول مجاهد في تفسير مجاهد 224، وفيه أنه يرويه عن ابن مسعود، وجامع البيان 14/160، وفيه أنه يرويه عن عبيد بن عمير وفي تفسير ابن كثير 3/520، عن عبيد بن عمير نحوه.
[39678]:ط: وقال:.
[39679]:ط: لأربعون.
[39680]:ق: دراع.
[39681]:ق: يسير.
[39682]:ق: أحدكم.
[39683]:ط: عتقه.
[39684]:أخرجه الإمام أحمد في المسند 2/26 مع بعض الاختلاف في اللفظ.
[39685]:وهو قول النحاس، انظر: إعراب النحاس 2/406.