التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ مَكۡرِهِمۡ أَنَّا دَمَّرۡنَٰهُمۡ وَقَوۡمَهُمۡ أَجۡمَعِينَ} (51)

ثم بين - سبحانه - الآثار التى ترتبت على مكرهم السىء ، وعلى تدبيره المحكم فقال - تعالى - :

{ فانظر كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ } أى : فانظر - أيها العاقل - وتأمل واعتبر فيما آل إليه أمر هؤلاء المفسدين ، لقد دمرناهم وأبدناهم ، وأبدنا معهم جميع الذين كفروا بنبينا صالح - عليه السلام .

قال بعض العلماء ما ملخصه : قوله - تعالى - : { أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ } قرأه الجمهور بكسر همزة { إِنَّا } على الاستئناف ، وقرأه عاصم وحمزة والكسائى : { أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ } بفتح الهمزة وفى إعرا المصدر المنسبك من أن وصلتها أوجه منها : أنه بدل من { عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ } ومنها : أنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره : هى أى : عاقبة مكرهم تدميرنا إياهم . . .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ مَكۡرِهِمۡ أَنَّا دَمَّرۡنَٰهُمۡ وَقَوۡمَهُمۡ أَجۡمَعِينَ} (51)

«والعاقبة » حال تقتضيها البدأة وتؤدي إليها بواجب .

وقرأ جمهور القراء «إنا دمرناهم » بكسر الألف ، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي «أنا دمرناهم » بفتح الهمزة وهي قراءة الحسن وابن أبي إسحاق .

ف { كان } على قراءة الكسر في الألف تامة ، وإن قدرت ناقصة فخبرها محذوف أو يكون الخبر { كيف } مقدماً لأن صدر الكلام لها ولا يعمل على هذا «انظر » ، في { كيف } لكن يعمل في موضع الجملة كلها ، وهي في قراءة الفتح ناقصة وخبرها «أنَّا » ويجوز أن يكون الخبر { كيف } وتكون «أنَّا » بدلاً من العاقبة ، ويجوز أن تكون { كان } تامة «وأنّا » بدلاً من العاقبة ، ووقع تقرير السؤال ب { كيف } عن جملة قوله { كان عاقبة مكرهم إنا دمرناهم } وليس بمحض سؤال ولكنه حقه أن يسأل عنه ، و «التدمير » الهلاك . ويحتمل أن تتقدر { كان } تامة على قراءة الفتح ، وغيره أظهر ، وقرأ أبي بن كعب «أن دمرناهم » فهذه تؤيد قراءة الفتح في «أنا » .