فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ مَكۡرِهِمۡ أَنَّا دَمَّرۡنَٰهُمۡ وَقَوۡمَهُمۡ أَجۡمَعِينَ} (51)

{ فانظر كَيْفَ كَانَ عاقبة مَكْرِهِمْ } أي انظر ما انتهى إليه أمرهم الذي بنوه على المكر ، وما أصابهم بسببه { أَنَّا دمرناهم وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ } قرأ الجمهور بكسر همزة { أنا } ، وقرأ حمزة والكسائي والأعمش والحسن وابن أبي إسحاق وعاصم بفتحها ، فمن كسر جعله استئنافاً . قال الفراء ، والزجاج : من كسر استأنف ، وهو يفسر به ما كان قبله . كأنه جعله تابعاً للعاقبة ، كأنه قال : العاقبة إنا دمرناهم ، وعلى قراءة الفتح يكون التقدير : بأنا دمرناهم أو لأنا دمرناهم ، وكان تامة وعاقبة فاعل لها ، أو يكون بدلاً من عاقبة ، أو يكون خبر مبتدأ محذوف : أي هي أنا دمرناهم ، ويجوز أن تكون ، كان ناقصة ، وكيف خبرها ، ويجوز أن يكون خبرها أنا دمرنا . قال أبو حاتم : وفي حرف أبيّ : " أن دمرناهم " . والمعنى في الآية : أن الله دمّر التسعة الرهط المذكورين ، ودمر قومهم الذين لم يكونوا معهم عند مباشرتهم لذلك ، ومعنى التأكيد بأجمعين : أنه لم يشذ منهم أحد ولا سلم من العقوبة فرد من أفرادهم .

/خ53