فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ مَكۡرِهِمۡ أَنَّا دَمَّرۡنَٰهُمۡ وَقَوۡمَهُمۡ أَجۡمَعِينَ} (51)

{ فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين51 فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون52 وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون53 }

تأمل وتدبر يا من يتأتى منك التدبر كيف جازاهم الله تعالى على مكرهم واحتيالهم وتدبيرهم ، وعلى غدرهم وهمهم بقتل نبيهم وأخيارهم ، فكان عاقبة الذين أساءوا السوآى ، وأهلك الله التسعة الأشقياء وأهلك سائر قومهم الكافرين ، وخرب القوي العزيز بيوت الظالمين ، إحقاقا للحق ونصرة للموقنين ، وعلامة على قدرته وبأسه وبطشته ، يذكر بها ويعتبر أهل الفهم والعلم ، وصدق الله العظيم : )وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين . فعتوا عن أمر ربهم فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون . فما استطاعوا من قيام وما كانوا منتصرين( {[2868]} ، حل بهم بلاء ، وداهمتهم صيحة فقتلوا جميعا ، وخلت منهم مساكنهم ، وأقفرت دورهم ، وأنجى ربنا البر الرحيم عباده المؤمنين المتقين ، فلم يهلكهم مع المهلكين ، رأفة منه سبحانه بالمصدقين المطيعين ، جاء في آية أخرى : )فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه برحمة منا ومن خزي يومئذ إن ربك هو القوي العزيز( {[2869]} .


[2868]:سورة الذاريات. الآيات: 43، 44، 45.
[2869]:سورة هود. الآية 66.