فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ مَكۡرِهِمۡ أَنَّا دَمَّرۡنَٰهُمۡ وَقَوۡمَهُمۡ أَجۡمَعِينَ} (51)

{ فانظر كيف كان عاقبة مكرهم } أي انظر ما انتهى إليه أمرهم الذي بنوه على المكر وما أصابهم بسببه { أنا دمرناهم وقومهم أجمعين } بفتح همزة ( أنا ) وقرئ بكسرها وهما سبعيتان ، قال الفراء والزجاج : من كسر استأنف وهو يفسر به ما كان قبله ، كأنه جعله تابعا للعاقبة كأنه قال : العاقبة إنا دمرناهم وعلى قراءة الفتح التقدير بأنا ، أو لأنا و ( كان ) تامة ، وعاقبة فاعل لها ، أو يكون بدلا من عاقبة ، أو يكون خبر مبتدأ محذوف ، أي : هي أنا دمرناهم . وفي حرف أبي أن دمرناهم .

والمعنى أن الله دمر التسعة الرهط المذكورين ، بالرمي ، ودمر قومهم الذين لم يكونوا معهم عند مباشرتهم لذلك بصيحة جبريل عليه السلام ، وأجمعين : تأكيد لكل من المعطوف والمعطوف عليه ومعناه أنه لم يشذ منهم أحد ، ولا سلم من العقوبة فرد من أفرادهم .