الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَمَا تُغۡنِي ٱلۡأٓيَٰتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوۡمٖ لَّا يُؤۡمِنُونَ} (101)

وقوله سبحانه : { قُلِ انظروا مَاذَا فِي السموات والأرض } [ يونس :101 ] هذه الآية أمْر للكفَّار بالاعتبار والنَّظَرِ في المصْنُوعات الدالَّة على الصَّانع من آيات السموات وأفلاكِها وكواكِبِها وسحابِها ونَحْوِ ذلك ، والأرْضِ ونباتِهَا ومعادِنِها وغيرِ ذلك ، المعنى : انظروا في ذلك بالواجب ، فهو يُنْهِيكُمْ إِلى المعرفة باللَّه وبوَحْدَانيته ، ثم أخبر سبحانه أنَّ الآيات والنُّذُرَ وهم الأنبياء لا تُغْنِي إِلا بمشيئته ؛ ف«مَا » ؛ على هذا : نافيةٌ ، ويجوز أن تكون استفهاما في ضمنه نَفْيُ وقوعِ الغِنَى ، وفي الآية على هذا : توبيخٌ لحاضِرِي النبيِّ صلى الله عليه وسلم .

قال ( ص ) : و { النذر } : جمع نذيرٍ ، إِما مصدرٌ بمعنى الإِنذارات ، وإِما بمعنى مُنْذِرٍ . انتهى .