بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَمَا تُغۡنِي ٱلۡأٓيَٰتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوۡمٖ لَّا يُؤۡمِنُونَ} (101)

ثمّ أخبر أنه لا عذر لمن تخلّف عن الإيمان ؛ لأنه قد بيّن العلامات ، وهو قوله : { قُلِ انظروا مَاذَا فِى *** السموات والأرض } من الدلائل ، من الشمس ، والقمر ، والنجوم ، { ***وَ } ما في { وَفِى الأرض } ، من الجبال ، والبحار ، والأشجار ، والثمار ، فاعتبروا به .

ثم قال حين لم يعتبروا به : { وَمَا تُغْنِى الآيات } ما تنفع العلامات ، التي في السموات والأرض { والنذر } يعني : الرسل { عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ } يعني : لا يرغبون في الإيمان ، ولا يطلبون الحق . وقال أبو العالية : لا تنفع الآيات والرسل { عن قوم لا يؤمنون } قد قُدِّر عليهم أنهم لا يؤمنون . ويقال : { عَنْ } هاهنا صلة ، ومعناه : وما تغني الآيات والنذر قوماً لا يؤمنون ، يعني : علم الله في الأزل أنهم لا يؤمنون .