قوله تعالى : { مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ } : يجوز أن يكون " ماذا " كله استفهاماً مبتدأ ، و " في السموات " خبرُه أي : أيُّ شيءٍ في السموات ؟ ويجوزُ أن تكونَ " ما " مبتدأً و " ذا " بمعنى الذي ، و " في السموات " صلتُه وهو خبرُ المبتدأ ، وعلى التقديرين فالمبتدأُ وخبرُه في محلِّ نصبٍ بإسقاط الخافضِ ؛ لأن الفعلَ قبله مُعَلَّقٌ بالاستفهام ، ويجوزُ على ضَعْفٍ أن يكونَ " ماذا " كله موصولاً بمعنى الذي وهو في محل نصب ب " انظروا " . ووجهُ ضعفِه أنه لا يخلو : إمَّا أن يكونَ النظر بمعنى البصر فيُعدَّى ب " إلى " ، وإمَّا أن يكونَ قلبيَّاً فيعدَّى ب " في " وقد تقدَّم الكلام في " ماذا " .
قوله : { وَمَا تُغْنِي } ، يجوز في " ما " أن تكون استفهامية ، وهي واقعةٌ موقعَ المصدر أي : أيَّ غَناءٍ تُغْني الآيات ؟ ويجوز أن تكونَ نافيةً ، وهذا هو الظاهر . وقال ابن عطية : ويحتمل أن تكونَ " ما " في قوله : " وما تغني " مفعولةً بقوله : " انظروا " ، معطوفةً على قوله : " ماذا " أي : تأمَّلوا قَدْر غَناء الآيات والنُّذُر عن الكفار " . قال الشيخ : " وفيه ضعفٌ ، وفي قوله : " معطوفة على " ماذا " تجُّوزٌ ، يعني أن الجملةَ الاستفهامية التي هي { مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ } في موضع المفعول ، إلا أن " ماذا " وحده منصوب ب " انظروا " فتكون " ماذا " موصولةً ، و " انظروا " بصرية لما تقدم " يعني لِما تقدم مِنْ أنه لو كانت بصرية لتعدَّتْ ب " إلى " .
و " النُّذُرُ " يجوز أن يكونَ جمعَ نذير ، والمراد به المصدر فيكونَ التقدير : وما تُغْني الآيات والإِنذارات ، وأن يكونَ جمعَ " نذير " مراداً به اسمَ الفاعل بمعنى مُنْذِر فيكون التقدير : والمنذرون وهم الرسل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.