الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدۡ جَآءَتۡكُم مَّوۡعِظَةٞ مِّن رَّبِّكُمۡ وَشِفَآءٞ لِّمَا فِي ٱلصُّدُورِ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٞ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ} (57)

وقوله سبحانه : { يا أيها الناس قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ } [ يونس : 57 ] .

هذه آية خُوطِبَ بها جميعُ العَالَم ، وال{ مَّوْعِظَةٌ } : القرآن ؛ لأن الوعظ إِنما هو بقولٍ يأْمُرُ بالمعروف ويزجُرُ ، ويرقِّق القلوب ، ويَعِدُ ويُوعِدُ ، وهذه صفة «الكتاب العزيز » ، وقوله : { مِّن رَّبِّكُمْ } يريد : لم يختلقْها محمَّد ولا غيره ، و{ لمَا فِي الصدور } يريد به الجَهْلَ ونحوَهُ ، وجَعْلُهُ موعظةً بحَسَب النَّاسِ أَجْمَعَ ، وجعْلُه هدىً ورحمةً بحسب المؤمنين فَقَطْ ، وهذا تفسيرٌ صحيحُ المعنَى ، إِذا تُؤُمِّلَ ، بان وجْهُه .