الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدۡ جَآءَتۡكُم مَّوۡعِظَةٞ مِّن رَّبِّكُمۡ وَشِفَآءٞ لِّمَا فِي ٱلصُّدُورِ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٞ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ} (57)

ثم قال تعالى : { يا أيها الناس قد جاءكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور } : [ 57 ] وهو القرآن{[31176]} ، يذكركم عقاب{[31177]} الله عز وجل ، وثوابه ، جلت عظمته .

{ من ربكم } : أي : لم يختلق{[31178]} ذلك محمد ، بل هو من عند الله عز وجل{[31179]} ، { و{[31180]}شفاء لما في الصدور }[ 57 ] : أي : دواء{[31181]} لما في الصدور ، من الجهل بالله سبحانه ، وآياته ، وفرائضه ، وطاعته ، ومعاصيه{[31182]} .

{ وهدى } : أي : ( وبيان{[31183]} لحلاله وحرامه ){[31184]} .

{ ورحمة للمومنين }[ 57 ] أي : يرحم به من يشاء من خلقه ، فينقذه به من الضلالة إلى الهدى ، فهو رحمة للمؤمنين ، وعمى للكافرين ، كما قال : { وهو عليهم عمى }{[31185]} .


[31176]:انظر هذا التفسير في: معاني الزجاج 3/25، والمحرر 9/56.
[31177]:ق: عقابه.
[31178]:ط: يخلق.
[31179]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 15/105، والمحرر 9/56.
[31180]:ساقط من ط.
[31181]:ط: ذوا.
[31182]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 15/105.
[31183]:ط: بيان.
[31184]:انظر هذا التفسير في: المصدر السابق.
[31185]:فصلت: 43.