الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّلۡمُتَوَسِّمِينَ} (75)

و«للمتوسمين » [ الحجر : 75 ] قال مجاهد : المتفرِّسون ، وقال أيْضاً : المعتبرون ، وقيل غير هذا ، وهذا كلُّه تفسيرٌ بالمعنَى ، وأما تفسير اللفظة ، فالمتوسِّم هو الذي يَنْظُرُ في وَسْمِ المعنَى ، فيستدلُّ به على المعنى ، وكأن معصيةَ هؤلاء أبقَتْ من العذابِ والإِهلاكِ وَسْماً ، فمَنْ رأَى الوَسْم ، استدل على المعصية به واقتاده النظر إِلى تجنُّب المعاصِي لئلا ينزل به ما نَزَلَ بهم ، ومِنَ الشِّعْرِ في هذه اللفظة قولُ الشاعر : [ الطويل ]

تَوَسَّمْتُهُ لَمَّا رَأَيْتُ مَهَابَةً *** عَلَيْهِ وَقْلْتُ المَرْءُ مِنْ آلِ هَاشِمِ