قوله { لِلْمُتَوَسِّمِينَ } متعلق بمحذوف على أنه صفة ل " آيَاتٌ " وأجود أن يتعلق بنفس " آيَاتٌ " ؛ لأنَّها بمعنى العلامات .
والتوسُّم : تفعل من الوسم ، والوسمُ أصله : التَّثبت ، والتَّفكر مأخوذ من الوسمِ ، وهو التَّأثير بحديد في جلد البعير ، أو غيره .
وقال ثعلب : الوَاسِمُ النَّاظر إليك من [ قرنك ]{[19606]} إلى قدمك ، وفيه معنى التَّثبيت .
وقال الزجاج : حقيقة المتوسِّمين في اللغة : المتثبتون في نظرهم حتَّى يعرفوا سمة الشيء ، وصفته وعلامته وهو استقصاءُ وجوه التَّعرف قال : [ الكامل ]
أوَ كُلما وردَتْ عُكاظَ قَبيلَةٌ *** بَعَثَتْ إليَّ عَريفَهَا يَتوسَّم{[19607]}
وقيل : هو تفعُّل من الوسمِ ، وهو العلامة ، توسَّمتُ فيك خيراً ، أي : ظهر لي مِيسَمُهُ عليك .
قال ابن رواحة يمدحُ النبي صلى الله عليه وسلم : [ البسيط ]
إنِّي تَوسَّمْتُ فِيكَ الخَيرَ أعْرفهُ *** واللهُ يَعْلمُ أنِّي ثَابتُ البَصرِ{[19608]}
تَوسَّمْتهُ لمَّا رَأيْتُ مَهَابَةٌ *** عَليْهِ ، وقُلْتُ المَرْءُ مِنْ آلِ هَاشمِ{[19609]}
ويقال : اتَّسمَ الرَّجلُ ، إذا اتَّخذَ لِنفْسِه عَلامةً يُعرف بِهَا ، وتوسَّم : إذا طلبَ كلأ الوسمي ، أي : العُشْبَ النَّابت في أوَّل المطر .
واختلف المفسِّرون : فقال ابن عبَّاس -رضي الله عنهما- للنَّاظرين{[19610]} .
وقال مجاهدٌ للمتفرِّسين{[19611]} ، وقال قتادة للمعتبرين{[19612]} ، وقال مقاتلٌ للمتفكرين{[19613]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.