لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّلۡمُتَوَسِّمِينَ} (75)

{ إن في ذلك } يعني الذي نزل بهم من العذاب { لآيات للمتوسمين } قال ابن عباس : للناظرين . وقال قتادة : للمعتبرين . وقال مقاتل : للمتفكرين . وقال مجاهد : للمتفرسين ويعضد هذا التأويل ما روي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال « اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ثم قرأ إن في ذلك لآيات للمتوسمين » أخرجه الترمذي وقال حديث غريب . الفراسة بالكسر اسم من قولك تفرست في فلان الخير . وهي على نوعين : أحدهما ما دل عليه ظاهر الحديث ، وهو ما يوقعه الله في قلوب أوليائه فيعلمون بذلك أحوال الناس بنوع من الكرامات ، وإصابة الحدس والنظر والظن والتثبت ، والنوع الثاني ما يحصل بدلائل التجارب والخلق والأخلاق تعرف بذلك أحوال الناس أيضاً ، وللناس في علم الفراسة تصانيف قديمة وحديثه . قال الزجاج : حقيقة المتوسمين في اللغة المتثبتين في نظرهم حتى يعرفوا سمة الشيء وصفته وعلامته فالمتوسم الناظر في سمة الدلائل ، تقول توسمت في فلان كذا أي عرفت وسم ذلك وسمته .