الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنۡ هَمَزَٰتِ ٱلشَّيَٰطِينِ} (97)

ثم أمره سبحانه بالتَّعَوُّذِ { من همزات الشياطين } [ المؤمنون : 97 ] .

وهي سورات الغضب التي لا يملك الإنسانُ فيها نفسه وكأنها هي التي كانت تصيب المؤمنين مع الكُفَّارِ فتقع المجادلة ، ولذلك اتَّصَلَتْ بهذه الآية ، وقال ابن زيد : هَمْزُ الشيطان : الجنونُ ، وفي «مُصَنَّفِ أَبي داودَ » : أنَّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال : ( اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ : هَمْزِهِ ، وَنَفْخِهِ ، ونَفْثِهِ ) قال أبو داودَ : همزه : المُوتة ، ونفخه : الكِبْرُ ، ونَفْثُهُ : السحر .

قال ( ع ) : والنَّزغَاتِ وسورات الغضبِ من الشيطان ، وهي المُتَعَوَّذُ منها في الآية ، وأصل الهمز : الدَّفْعُ والوَكزُ بيدٍ وغيره .

( ت ) : قال صاحب «سلاح المؤمن » : وهَمَزَاتُ الشياطين : خَطَرَاتُها التي تَخْطِرَهَا بقلب الإنسان ، انتهى .

وقال الوَاحِدِيُّ : همزات الشياطين : نَزَغَاتُهَا وَوَسَاوِسُهَا ، انتهى .