الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{لَعَلِّيٓ أَعۡمَلُ صَٰلِحٗا فِيمَا تَرَكۡتُۚ كَلَّآۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَاۖ وَمِن وَرَآئِهِم بَرۡزَخٌ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ} (100)

وقوله : { كلا } : رَدٌّ وزجر .

وقوله : { إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا } تحتمل ثلاثة معانٍ :

أحدها : الإخبارْ المُؤكّدُ بأنَّ هذا الشيء يقع ، ويقولُ هذه الكلمة .

الثاني : أنْ يكون المعنى : إنها كلمة لا تغنى أكثر من أَنَّه يقولها ، ولا نفعَ له فيها ولا غَوْثَ .

الثالث : أنْ يكون إشارةً إلى أَنَّهُ لو رُدَّ لعاد . الضمير في : { وَرَائِهِم } للكفار ، والبرزخ في كلام العرب : الحاجز بين المسافتين ، ثَم يُسْتَعَارُ لما عدا ذلك ، وهو هنا : للمُدَّةِ التي بين موت الإنسان وبين بعثه هذا ، إجماعٌ من المفسرين .