فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنۡ هَمَزَٰتِ ٱلشَّيَٰطِينِ} (97)

ثم علمه سبحانه ما يقويه على ما أرشده إليه من العفو والصفح ومقابلة السيئة بالحسنة فقال :

{ وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ } أي أعتصم { مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ } جمع همزة وهي في اللغة الدفعة باليد أو بغيرها ؛ يقال همزة ولمزة ونسخة أي دفعة ، وقيل الهمز كلام من وراء القفا ، واللمز المواجهة ، والمراد بها هنا خطراته التي يخطرها بقلب الإنسان ووساوسه ، وقيل نفخهم ونفثهم ، والجمع للمرات أو لتنوع الوساوس ، أو لتعدد المضاف إليه ، وفي الآية إرشاد لهذه الأمة إلى التعوذ من الشيطان ، ومن همزات الشياطين ؛ وهي سورات الغضب التي لا يملك الإنسان فيها نفسه .