أخبر عزَّ وجلَّ عن النفوسِ ، أنها إنما تَمُوتُ بَأجَلٍ مَكْتُوبٍ محتومٍ عند اللَّه تعالى ، أي : فالجُبْنُ والخَوَرُ لا يزيدُ في الأجَلِ ، والشَّجَاعَةُ والإقدامُ لا ينقصُ منه ، وفي هذه الآية تقويةٌ للنفوس في الجهادِ ، وفيها ردٌّ على المعتزلة في قَوْلِهِمْ بِالأَجَلَيْنِ .
وقوله سبحانه : { وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدنيا نُؤْتِهِ مِنْهَا }[ آل عمران :145 ] .
أي : نؤت من شئْنا منها ما قُدِّرَ له ، يبيِّن ذلك قولُهُ تعالى : { مَّن كَانَ يُرِيدُ العاجلة عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ } [ الإسراء : 18 ] ، وقرينةُ الكلامِ تقتضي أنه لا يؤتى شيْئاً من الآخرة ، لأنَّ مَنْ كانَتْ نيَّته من عمله مقصورةً على طَلَب الدُّنْيا ، فلا نَصِيبَ له في الآخرة ، والأعمال بالنيَّات ، وقرينةُ الكلامِ مِنْ قوله : { وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخرة نُؤْتِهِ مِنْهَا }[ آل عمران :145 ] لا تمنع أنْ يؤتى نصيباً من الدنيا ، قال ابنُ فُورَكَ في قوله تعالى : { وَسَنَجْزِي الشاكرين } إشارة إلى أنه ينعِّمهم بِنعَمِ الدُّنْيا ، لا أنهم يقصرون عَلَى الآخرة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.