قوله تعالى : { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرسل . . . } [ آل عمران :144 ] .
هذا استمرار في عتبهم ، وإقامةُ الحُجَّة علَيْهم : المعنى أنَّ محمدًا عليه السلام رسُولٌ كسائرِ الرُّسُلِ ، قد بَلَّغ كما بلَّغوا ، ولزمكم أيُّها المؤمنُونَ العَمَلُ بمُضَمَّن الرسالة ، وليسَتْ حياته وبَقَاؤه بَيْنَ أظهركم شَرْطاً في ذلك ، لأنه يَمُوتُ ، كما مَاتَتِ الرُّسُل قبله ، ثم توعَّد سبحانه المُنْقَلِبَ على عَقِبَيْهِ بقوله : { فَلَن يَضُرَّ الله شَيْئاً } ، لأن المعنى : فإنما يضرُّ نفسه ، وإياها يوبق ، ثم وعد الشاكِرِينَ ، وهم الذين صدَقُوا ، وصَبَرُوا ، ومَضَوْا في دينهم ، ووَفَّوْا للَّه بعَهْدهم ، كسعدِ بْنِ الرَّبيع ، ووصيته يومئذٍ للأنصار ، وأَنَسِ بْنِ النَّضرِ ، وغيرهما ، ثم يَدْخُلُ في الآية الشاكرون إلى يوم القيامةِ ، وقال عليٌّ ( رضي اللَّه عنه ) في تفسير هذه الآية : الشاكِرُونَ الثَّابِتُونَ على دِينِهِمْ ، أبو بَكْر وأصحابه ، وكان يقولُ : أبُو بَكْرٍ أَمِيرُ الشَّاكِرِينَ ، إشارة منه إلى صَدْعِ أبي بَكْر بهذه الآيةِ يوم مَوْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، وثبوتِهِ في ذلك المَوْطِن ، وثبوتِهِ في أمْرِ الرِّدَّة ، وسائرِ المواطنِ التي ظَهَرَ فيها شُكْرُهُ ، وشُكْرُ الناس بسببه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.