وقرأ الجمهور : «وقِرْن » بكسر القَافِ ، وقرأ نافعُ وعاصِمُ :«وقَرْن » [ الأحزاب : 33 ] . بالفتح ، فأما الأولى فيصح أن تكونَ من الوَقار ، ويصحُّ أن تَكُونَ من القَرَارِ ، وأما قراءة الفتح فعلى لغة العرب قَرِرْتُ بِكَسْرِ الرَّاءِ ، أَقِرَ بفتح القاف في المكان ، وهي لغة ذكرها أبو عبيد في «الغريب » المصنف وذكرها الزَّجاجُ وغيره ، فأمرَ اللّه تعالى في هذه الآية نسَاءَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم بملازَمةِ بيُوتِهن ، ونَهاهُنَّ عن التبرجِ ، والتبرّجُ إظهَارُ الزينَةِ والتَّصَنُّعُ بِهَا ، ومنه البروجُ لظهُورها وانكشافِها للعيون ، واخْتَلَفَ الناسُ في { الجاهلية الأولى } فقالَ الشعبي : ما بين عيسى ومحمد عليهما السلام ، وقيل : غيرُ هذا .
قال ( ع ) : والذي يظهر عندي أنه أشار إلى الجاهلية التي لحقنها فَأَمِرْنَ بالنَّقْلَةِ عن سِيرَتِهنَّ فِيها ، وهي ما كانَ قَبْل الشَّرْعِ مِن سِيرةِ الكَفَرَةِ ، وجَعْلِها أولى بالإضافة إلى حالةِ الإسْلام ، وليس المعنى . أ ن ثم َّ جاهليةً آخِرَة ، و{ الرجس } اسم يقعُ على الإثم وعلى العذابِ وعلى النَجَاسَات والنقائِص ، فأذْهَبَ اللّه جميعَ ذلك عن أهْل البَيْتِ ، قالت أم سلمةَ ( نزلت هذه الآية في بَيْتي فدعا رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم عليّا وفاطِمَةَ وحَسَنَا وحُسَيْنا فَدَخَلَ مَعَهم تَحْت كساءِ خيبري ، وقال «هؤلاءِ أهل بيتي ، وقرأ الآية ، وقَال اللَّهمَّ أَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيراً . قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : فَقُلْتُ : وَأَنَا يَا رَسُولَ اللّهِ ، فَقَالَ : أَنْتِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَنْتِ إلى خَيْرَ » ) والجمهورُ على هذا . وقال ابن عباس وغيره : أهل البيتِ : أزواجه خاصة ، والجمهور على ما تقدم .
قال ( ع ) : والذي يظهر لي : أن أهل البيت أزواجه وبنتُه وبنوها وزوجُها أعنى عليّاً ، ولفظ الآية : يقتضي أن الزوجات من أهل البيت ؛لأن الآية فيهن والمخاطبة لهن .
قال ( ص ) : و { أَهْلَ البيت } : منصوبٌ على النداءِ أو على المدْحِ أو على الاخْتِصَاصِ وَهُوَ قَلِيلٌ في المخاطب ، وأكْثَرُ ما يكونُ في المتكلِّم ، كقوله [ الراجز ]
نَحْنُ بَنَاتِ طَارِقْ *** نَمْشِي عَلَى النَّمَارِقْ
واسْتَصْوَبَ ابنُ هشامٍ نصبَه على النداء ، قاله في «المغني » :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.