الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنٖ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمۡرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلٗا مُّبِينٗا} (36)

وقوله سبحانه : { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى الله وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الخيرة } [ الأحزاب : 36 ] .

قوله : { وَمَا كَانَ } لفظه النفي ، ومعناه الحظرُ والمنعُ والخيرةُ مصدرُ بمعنى التَّخَيُّر .

قال ابن زيد : نزلت هذه الآية بسبب أن أم كُلثُوم بنت عقبة بن أبي معيط ، وهبت نفسها للنبي ، فزوجها من زيد بن حارثة ، فكرهت ذلك هي وأخوها ، فنزلت الآية بسبب ذلك ، فأجابا إلى تزويج زيد ، وقيل غير هذا ، والعصيانُ هنا يعم الكفرَ فما دون ، وفي حديث الترمذيِّ ؛ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّه قال : ( مِنْ سَعَادَةِ ابن آدَمَ رِضَاهُ بِمَا قَضَاهُ اللّهُ ، وَمِنْ شَقَاوَةِ ابْنِ آدَمَ سَخَطُهُ بِمَا قَضَاهُ اللّهُ لَهُ ) انتهى .