وقوله : { إِنّي ذَاهِبٌ إلى رَبِّى } الآية ، قالتْ فرقة : كان قولُهُ هذا بَعْدَ خُرُوجِهِ مِنَ النَّارِ ، وأنَّه أَشَارَ بِذَهَابِهِ إلى هِجْرَتِهِ مِنْ أَرْضِ بَابِلَ ؛ حَيْثُ كَانَتْ مملكةُ نُمْرُودَ ، فَخَرَجَ إلى الشَّامِ ، وقالت فِرْقَةٌ : قال هذه المقالةَ قَبْلَ أنْ يُطْرَحَ فِي النَّارِ ؛ وإنما أراد لِقَاءَ اللَّهِ ؛ لأنَّه ظَنَّ أنَّ النَّارَ سَيَمُوتُ فِيها ، وقال : { سَيَهْدِينِ } أي : إلى الجَنَّةِ ؛ نَحَا إلى هذَا المعنى قتادةُ ، قال ( ع ) : وللعارفينَ بهذَا الذَّهَابِ تَمَسُّكٌ واحْتِجَاجٌ في الصَّفَاءِ ، وهُو مَحْمَلٌ حَسَنٌ في { إِنِّي ذَاهِبٌ } وحْدَهُ ، والتأويلُ الأولُ أظْهِرَ في نَمَطِ الآيةِ ، بما يأتي بَعْدُ ؛ لأنَّ الهدايةَ مَعَهُ تَتَرَتَّبُ ، والدُّعَاءُ في الوَلَدِ كذلك ، ولاَ يَصِحُّ مَعَ ذَهَابِ المَوْتِ ، وباقي الآيةِ تَقَدَّمَ قَصَصُهَا ، وأَنَّ الراجحَ أنَّ الذَّبِيحَ هُوَ إسْمَاعِيلُ ، وذَكَرَ الطبريُّ أنَّ ابن عباس قال : الذبيحُ ، إِسماعيل ، وتَزْعُمُ اليهودُ أنَّهُ إسْحَاقُ ، وكَذَبَتِ اليهُودُ ، وذُكِرَ أيضاً أنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ العزيزِ سَأَلَ عَنْ ذَلِكَ رَجُلاً يهوديًّا كانَ أسْلَمَ وحَسُنَ إسلامُه ، فَقَال : الذَّبِيحُ هُوَ إسْمَاعِيلُ ، وإن اليهودَ لَتَعْلَمُ ذلكَ ، ولكنهمْ يَحْسُدُونَكُمْ مَعْشَرَ العَرَبِ : أنْ تَكُونَ هذه الآيَاتُ وَالْفَضْلُ وَاللَّهِ في أَبِيكُمْ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.