البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهۡدِينِ} (99)

لما سلمه الله منهم ومن النار التي ألقوه فيها ، عزم على مفارقتهم ، وعبر بالذهاب إلى ربه عن هجرته إلى أرض الشام .

كما قال : { إني مهاجر إلى ربي } ليتمكن من عبادة ربه ويتضرع له من غير أن يلقي من يشوش عليه ، فهاجر من أرض بابل ، من مملكة نمرود ، إلى الشأم .

وقيل : إلى أرض مصر .

ويبعد قول من قال : ليس المراد بذهابه الهجرة ، وإنما مراده لقاء الله بعد الإحراق ، ظاناً منه أنه سيموت في النار ، فقالها قبل أن يطرح في النار .

و { سيهدين } : أي إلى الجنة ، نحا إلى هذا قتادة ، لأن قوله : { رب هب لي من الصالحين } يدفع هذا القول ، والمعتقد أنه يموت في النار لا يدعو بأن يهب الله له ولداً صالحاً .

{ سهيدين } : يوفقني إلى ما فيه صلاحي .