الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَإِذَا مَسَّ ٱلۡإِنسَٰنَ ضُرّٞ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلۡنَٰهُ نِعۡمَةٗ مِّنَّا قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُۥ عَلَىٰ عِلۡمِۭۚ بَلۡ هِيَ فِتۡنَةٞ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (49)

وقوله تعالى : { ثُمَّ إِذَا خولناه نِعْمَةً مِّنَّا } الآية ، قال الزَّجَّاجُ : التَّخْوِيلُ العطاءُ عَنْ غَيْرِ مُجَازَاةٍ ، والنِّعْمَةُ هنا عامَّةٌ في المالِ وغيرِه ، وتَقْوَى الإشارةُ إلى المالِ بقوله : { إِنَّمَا أُوتِيتُهُ على عِلْمٍ } قال قتادة : يريد إنما أُوتيتُهُ على علْمٍ مِنِّي بوجهِ المَكَاسِبِ والتِّجاراتِ ، ويحتملُ أن يريد : على عِلْمٍ من اللَّهِ فيَّ واستحقاق حُزْتُهُ عندَ اللَّه ، ففي هذا التأويلِ اغترارٌ باللَّه ، وفي الأول إعْجَابٌ بالنَّفْسِ ، ثم قال تعالى : { هِي فِتْنَةٌ ولكن } أي : ليس الأمْرُ كما قَال ؛ بل هذه الفَعْلَةُ بهِ فِتْنَةٌ له وابتلاء ، ثم أَخْبَرَ تعالى عمَّنْ سَلَفَ من الكَفَرَةِ ؛ أَنَّهُمْ قَدْ قَالُوا هذه المقالَةَ كَقَارُونَ وغيره .