الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{مَّا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا تُبۡدُونَ وَمَا تَكۡتُمُونَ} (99)

قوله سبحانه : { مَّا عَلَى الرسول إِلاَّ البلاغ . . . } [ المائدة :99 ] .

إخبارٌ للمؤمنين مضمَّنه الوعيدِ ، إنِ انحرفوا ، ولم يمتثلُوا ما بلغ الرسُولُ إليهم ، { والله يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ } .

قلت : قال الشيخُ أبو مَدْيَن ( رضي اللَّه عنه ) : الحَقُّ تعالى مطَّلع على السرائر والظواهرِ ، في كلِّ نَفَسٍ وحالٍ ، فأيُّما قلْبٍ رآه مؤثراً له ، حَفِظَهُ من الطوارق والمِحَنِ ، ومضلاَّت الفِتَن ، وقال ( رحمه اللَّه ) : ما عرف الحَقَّ مَنْ لم يُؤْثره ، وما أطاعه مَنْ لم يَشْكُرْه ، انتهى .