وقوله تعالى : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ الله } الآية ، سَبَبُ نُزُولِها أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم غَزَا بني المُصْطَلِق ، فَازْدَحَمَ أَجيرٌ لِعُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ يُقَالُ لَهُ «جَهْجَاهٌ » مَعَ سِنَانِ بْنِ وَبَرَةَ الجُهَنِيِّ ، حَلِيفٌ لِلأَنْصَارِ ، عَلَى الْمَاءِ فَكَسَعَ جَهْجَاهٌ سِنَاناً فَتَشاوَرَا ، ودَعَا جَهْجَاهُ : يَا للْمُهَاجِرِينَ ، وَدَعَا سِنَانٌ : يَا لِلأَنْصَارِ ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فَقَال : ( مَا بَالُ دَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ ) فَلَمَا أُخْبِرَ بالقصةِ ، قال : ( دَعُوهَا ؛ فَإنَّهَا مُنْتِنَةٌ ) ، فقال عبد اللَّه بن أُبَيٍّ : أَوَقَدْ فَعَلُوهَا ؟ واللَّهِ ، مَا مَثَلُنَا وَمَثَلُ جَلاَبِيبِ قُرَيْشٍ إلاَّ كَما قَال الأوَّلُ : سَمِّنْ كَلْبَكَ يَأْكُلْكَ ! ! وقال : { لَئِنْ رَجَعْنَا إلَى المَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْها الأَذَلَّ } ثُمَّ قَال ؛ لِمَنْ معه مِنَ المنافقينَ : إنَّما يُقيمُ هؤلاءِ المهاجرونَ مَعَ محمدٍ بِسَبَبِ مَعُونَتِكمْ لَهم ، ولَوْ قَطَعْتُمْ ذَلِكَ عنهم ؛ لَفَرُّوا ، فَسَمِعَهَا منه زيدُ بن أرقم ، فأخْبَرَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بذلك ، فَعَاتَبَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم عبدَ اللَّه بن أُبَيٍّ عِنْدَ رجالٍ مِنَ الأَنْصَارِ ، فبلغَه ذلك ، فَجَاءَ وَحَلَفَ مَا قَالَ ذلك ، وحَلَفَ معَهُ قَوْمٌ مِنَ المُنَافِقِينَ ، وكَذَّبُوا زيداً ، فَصَدَّقَهُمُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فَبَقِيَ زَيْدٌ في منزلهِ لاَ ينصرفُ حَيَاءً مِنَ الناسِ فَنَزَلَتْ هذهِ السورةُ عِنْد ذَلِكَ ، فبعثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلَى زَيْدٍ وقال لهُ : لَقَدْ صَدَقَكَ اللَّهُ يَا زَيْدُ ، فَخَزِيَ عِنْدَ ذَلِكَ عبدُ اللَّه بن أُبَيٍّ ومَقَتَه الناسُ ولاَمه المؤْمِنونَ من قومِه ، وقال له بعضهم : امْضِ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم واعْتَرِفْ بذنبكَ يَسْتَغْفِرْ لَكَ ، فلوى رَأْسَهُ إنْكَاراً لهذا الرَّأْيِ ، وقال لهم : لقد أشَرْتُمْ علي بالإيمان فآمنتُ ، وأَشَرْتُمْ علي بأنْ أعطِيَ زَكَاةَ مالِي فَفَعَلتُ ، وَلَمْ يَبْقَ لكم إلا أن تأمروني بالسجود لِمحمَّدٍ ، فهذا قَصَصُ هذه السورة مُوجَزاً ، وقَرأَ نافعٌ والمفضَّل عن عاصم : ( لَوَوْا ) بتخفيف الواوِ وقرأ الباقون بتشديدِها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.