الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَإِخۡوَٰنُهُمۡ يَمُدُّونَهُمۡ فِي ٱلۡغَيِّ ثُمَّ لَا يُقۡصِرُونَ} (202)

الضميرُ في { إخوانهم }[ الأعراف :202 ] عائدٌ على الشياطين ، وفي { يَمُدُّونَهُمْ } عائدٌ على الكُفَّار ، وهم المرادُ ب «الإِخوان » ، هذا قول الجمهور .

قال ( ع ) : وقرأ جميعُ السبعة غير نافع : { يَمُدُّونَهُمْ } ، من مَدَدتُّ ، وقرأ نافعٌ : { يَمِدُّونَهُمْ } ، من أَمْدَدتْ .

قال الجمهور : هما بمعنًى واحدٍ ، إلا أن المستعمَلَ في المحبوب «أَمَدَّ » ، والمستعملَ في المكروه «مَدَّ » ، فقراءة الجماعةِ جارِيَةٌ على المنهَاج المستعمل ، وقراءةُ نافع هي مقيَّدة بقوله : { فِي الغي } ، كما يجوز أَنّ تقيِّد البِشَارَةَ ، فتقول : بَشَّرْتُهُ بشرٍّ وَمَدُّ الشياطينِ للكَفَرَةَ ، أيْ : ومَنْ نَحا نحوهم ، هو بالتزيين لهم ، والإِغواءِ المتتابعِ ، وقوله : { ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ } من أَقْصَرَ ، والضميرُ عائدٌ على الجميع ، أي : هؤلاء لا يقصرون عن الإغواء ، وهؤلاء لا يُقْصِرُونَ في الطاعة للشياطين .