نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَإِخۡوَٰنُهُمۡ يَمُدُّونَهُمۡ فِي ٱلۡغَيِّ ثُمَّ لَا يُقۡصِرُونَ} (202)

ولما وصف المتقون الذين هم العلماء ملوحاً إلى نصح وليهم لهم ، وعرف من حالهم أنهم أعداء الشيطان ، وعرف أن أضدادهم{[34433]} أولياؤه ؛ أتبعه وصف الجاهلين وغش أوليائهم لهم والكل غير متقين ، فقال : { وإخوانهم } أي وإخوان الجاهلين من شياطين{[34434]} الأنس والجن { يمدونهم } أي يمدون الجاهلين ، من المد وهو الإمهال والإطالة على قراءة الجماعة{[34435]} ، وهو بمعنى قراءة{[34436]} أهل المدينة بالضم من الإمداد ، وقال الواحدي : إن هذا أكثر ما يأتي فيما يحمد كأمددناهم بفاكهة ، فهو من استعمال الشيء في ضده نحو { فبشرهم بعذاب } ، وكأنه يشير إلى أن الشيطان أكثر ما يأتي الإنسان في صورة الناصح الشفيق ، والأوجه أن يكون الإخوان الجاهلين لأنهم في مقابلة { الذين اتقوا } ويكون الضمير للشيطان المراد به الجنس ، أي وإخوان الشياطين - وهم الجاهلون الذين لا يتقون - يمدهم أولياؤهم من الشياطين{[34437]} { في الغي } وهو ضد الرشاد ، وأشار{[34438]} إلى مزيد اعتنائهم بالإغواء ومثابرتهم على الإضلال والإغراء بأداة التراخي فقال : { ثم لا يقصرون* } أي لا يتركون إغواءهم ولو{[34439]} لحظة لجهلهم وشرهم .


[34433]:- من ظ، وفي الأصل: أضداده.
[34434]:- من ظ، وفي الأصل: شياطينهم.
[34435]:- سقط ما بين الرقمين من ظ.
[34436]:- سقط ما بين الرقمين من ظ.
[34437]:- زيد ما بين الحاجزين من ظ.
[34438]:- زيد ما بين الحاجزين من ظ.
[34439]:- في الأصل وظ: لا.