أما قوله { وإخوانهم } فالضمير فيه يرجع إلى الشيطان ، وجمع لأن المراد به الجنس كقوله { أولياؤهم الطاغوت } [ البقرة : 257 ] والضمير المرفوع في { يمدون } يرجع إلى الأخوان لأن شياطين الإنس يعضدون شياطين الجن على الإغواء والإضلال ، أو إلى الشياطين فيكون الخبر جارياً على غير من هو له . والمعنى وإخوان الشياطين ليسوا بمتقين فإن الشياطين يمدونهم أي يكونون مدداً لهم في الغي . وجوّز أن يراد بالإخوان الشياطين والضمير المجرور يعود إلى الجاهلين فيكون الخبر جارياً على ما هو له . قال في الكشاف : والأوّل أوجه لأن { إخوانهم } في مقابلة { الذين اتقوا } قال الواحدي : عامة ما جاء في التنزيل مما يحمد ويستحب أمددت على «أفعلت » كقوله { إنما نمدهم به من مال } [ المؤمنون : 55 ] { وأمددناهم بفاكهة } [ الطور : 22 ] { أتمدونن بمال } [ النمل : 36 ] وما كان بخلافه فإنه يجيء على مددت قال { ويمدهم في طغيانهم يعمهون } [ البقرة : 15 ] فالوجه هاهنا قراءة العامة ووجه الضم الاستهزاء والتهكم نحو { فبشرهم بعذاب أليم } [ آل عمران : 21 ] أما قوله { ثم لا يقصرون } فالإقصار الكف عن الشيء . قال ابن عباس : أي لا يمسك الغاوي عن الضلال والمغوي عن الإضلال ، ومعنى «ثم » تبعيد عدم الإقصار عن المدد فإنه يجب على العاقل إذا أقبل علي غي أن يمسك عنه سريعاً أن يتمادى فيه وينهمك ولهذا قيل : الرجوع إلى الحق أولى من التمادي في الباطل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.