غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَإِخۡوَٰنُهُمۡ يَمُدُّونَهُمۡ فِي ٱلۡغَيِّ ثُمَّ لَا يُقۡصِرُونَ} (202)

199

أما قوله { وإخوانهم } فالضمير فيه يرجع إلى الشيطان ، وجمع لأن المراد به الجنس كقوله { أولياؤهم الطاغوت } [ البقرة : 257 ] والضمير المرفوع في { يمدون } يرجع إلى الأخوان لأن شياطين الإنس يعضدون شياطين الجن على الإغواء والإضلال ، أو إلى الشياطين فيكون الخبر جارياً على غير من هو له . والمعنى وإخوان الشياطين ليسوا بمتقين فإن الشياطين يمدونهم أي يكونون مدداً لهم في الغي . وجوّز أن يراد بالإخوان الشياطين والضمير المجرور يعود إلى الجاهلين فيكون الخبر جارياً على ما هو له . قال في الكشاف : والأوّل أوجه لأن { إخوانهم } في مقابلة { الذين اتقوا } قال الواحدي : عامة ما جاء في التنزيل مما يحمد ويستحب أمددت على «أفعلت » كقوله { إنما نمدهم به من مال } [ المؤمنون : 55 ] { وأمددناهم بفاكهة } [ الطور : 22 ] { أتمدونن بمال } [ النمل : 36 ] وما كان بخلافه فإنه يجيء على مددت قال { ويمدهم في طغيانهم يعمهون } [ البقرة : 15 ] فالوجه هاهنا قراءة العامة ووجه الضم الاستهزاء والتهكم نحو { فبشرهم بعذاب أليم } [ آل عمران : 21 ] أما قوله { ثم لا يقصرون } فالإقصار الكف عن الشيء . قال ابن عباس : أي لا يمسك الغاوي عن الضلال والمغوي عن الإضلال ، ومعنى «ثم » تبعيد عدم الإقصار عن المدد فإنه يجب على العاقل إذا أقبل علي غي أن يمسك عنه سريعاً أن يتمادى فيه وينهمك ولهذا قيل : الرجوع إلى الحق أولى من التمادي في الباطل .

/خ206