قوله سبحانه : { خُذِ العفو وَأْمُرْ بالعرف . . . }[ الأعراف :199 ] .
وصيَّةٌ من اللَّه سبحانه لنبيِّه عليه السلام تعمُّ جميع أمته ، وأَخْذٌ بجميع مكَارِم الأخلاقِ .
قال الجمهور : معنى { خُذِ العفو } إقبل من الناس في أخلاقهم وأقوالهم ومعاشرتهم ما أتى عَفْوا دون تكلُّف ، فالعَفْوُ هنا : الفَضْل والصفو .
قال مكِّيٌّ : قوله تعالى : { خُذِ العفو وَأْمُرْ بالعرف . . . } ، قال بعض أهْل المعاني ، في هذه الآية بيانُ قولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم : ( أُوتِيتُ جَوَامِعَ الكَلَمِ ) ، فهذه الآية قد جَمَعَتْ مَعَانِ كثيرةً ، وفوائدَ عظيمةً ، وجمعتْ كلَّ خُلُقٍ حَسَن ، لأَنَّ في أخذ العَفْوِ صلَةُ القاطعينِ ، والصفْحَ عن الظالِمينَ ، وإِعطاءَ المانعين ، وفي الأَمر بالمعروف تَقْوَى اللَّه وطاعته ، وصِلة الرحِمِ ، وصَوْن الجوارحِ عن المحرِّمات ، وسمَّي هذا ونحوه عُرْفاً ، لأن كلَّ نَفْس تعرفه ، وتركَنُ إِليه ، وفي الإِعراض عن الجاهلين : الصبرُ ، والحِلْم ، وتنزيهُ النفْس عن مخاطبةِ السفيه ، ومنازعةِ اللَّجوج ، وغيرُ ذلك من الأفعال المرضية ، انتهى من «الهداية » .
وقوله : { وَأْمُرْ بالعرف } معناه : بكلِّ ما عرفَتْه النفوسُ ممَّا لا تردُّه الشريعة ، ومِنْ ذلك : " أَنْ تُعْطِيَ مَنْ حَرَمَكَ ، وتَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ ، وتَعْفُوَ عَمَّنَ ظَلَمَكَ . . . " الحديث ، فالعُرْفُ بمعنى المعروف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.