الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَإِذَا رَأَيۡتَ ثَمَّ رَأَيۡتَ نَعِيمٗا وَمُلۡكٗا كَبِيرًا} (20)

وقوله تعالى : { وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ } قال الفَرَّاءُ : التقدير : وَإِذا رأيت ما ثَمَّ رأيت نعيماً ، فحُذِفَتْ «ما » وكُرِّرَتِ الرؤية ؛ مبالغةً { وَمُلْكاً كَبِيراً } : وهو أَنَّ أدناهم منزلةً ينظر في ملكه مسيرة ألف عام ، يرى أَقصاه كما يرى أدناه ، وخرَّجَهُ الترمذيُّ ، وفي التِّرْمِذِيِّ أيضاً من رواية أبي سعيد الخُدْرِيِّ قال : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : " أدنى أَهْلِ الجَنَّةِ الَّذِي لَهُ ثَمَانُونَ أَلْفَ خَادِمٍ وَاثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ زَوْجَةً ، وَتُنْصَبُ لَهُ قُبَّةٌ مِنْ لُؤلُؤٍ وَزَبَرْجَدٍ وَيَاقُوتٍ كَمَا بَيْنَ الجَابِيَةِ إلى صَنْعَاءَ " ، انتهى . وقال سفيان : ( الملك الكبير ) هو استئذانُ الملائكة ، وتسليمُهم عليهم ، وتعظيمُهم لهم ، قال الثعلبيُّ : قَال محمد بن علي الترمذي : يعني ملك التكوين إذا أرادوا شيئاً كان ، انتهى .