فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{قُلۡ إِنَّمَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّسۡلِمُونَ} (108)

{ قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد } ما يوحى إلي إلا اختصاص الله تعالى بالوحدانية ؛ ومعنى القصر في الوحي ، أن الأصل فيه تقرير التوحيد ، وما عداه راجع إليه ، ولعل مما يشير إلى هذا المعنى : { وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ){[2221]} ؛ { فهل أنتم مسلمون ) أي منقادون لتوحيد الله تعالى ؛ أي : فأسلموا ؛ كقوله تعالى : { . . فهل أنتم منتهون ){[2222]} أي انتهوا ؛ . . { فإن تولوا } أي إن أعرضوا عن الإسلام ، { فقل آذنتكم على سواء } أي أعلمتكم على بيان ، وأنا وإياكم حرب لا صلح بيننا ؛ كقوله تعالى : { وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء . . ){[2223]} أي أعلمهم أنك نقضت العهد نقضا ، أي استويت أنت وهم ، فليس لفريق عهد ملتزم في حق الفريق الآخر ؛ وقال الزجاج : المعنى : أعلمتكم بما يوحى إلي على استواء في العلم به ؛ ولم أظهر لأحد شيئا كتمته عن غيره ؛ { وإن أدري } . . أي : وما أدري { أقريب أم بعيد ما توعدون } يعني أجل يوم القيامة لا يدريه أحد ، لا نبي مرسل ، ولا ملك مقرب ؛ قال ابن عباس ؛ وقيل : آذنتكم بالحرب ولكن لا أدري متى يؤذن لي في محاربتكم {[2224]} .


[2221]:سورة الأنبياء. الآية 25.
[2222]:سورة المائدة. من الآية 91.
[2223]:سورة الأنفال. من الآية 58.
[2224]:ما بين العارضتين من الجامع لأحكام القرآن.