الآية 108 : وقوله تعالى : { قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد } كأنه على الدعاء خرج الأمر ، كأنه قال : أمرني ربي أن أخبركم أن إلهكم إله واحد ، فاصرفوا العبادة إليه ، ولا تشركوا فيها غيره . أو يقول : أوحي إلي أن أدعوكم إلى إلهكم الذي هو إله واحد . وإلا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أنه إله واحد ، لكنه خرج على الدعاء والإخبار ، وإنه إله واحد ، أو يخبرهم أني إلى ما أدعوكم إليه ، وآمركم به ، إنما أدعوكم ، وآمركم بالوحي بما أوحي إلي لا من تلقاء نفسي [ لقوله تعالى : ]{[12858]} { قل إنما أنذركم بالوحي } [ الأنبياء : 45 ] والله أعلم .
وقوله تعالى : { فهل أنتم مسلمون } ظاهره ، وإن كان استفهاما ، فهو على الأمر والإيجاب ؛ كأنه قال : قد أوحي إلي أن إلهكم إله واحد ، فأسلموا ، وأخلصوا ، العبادة له ، لا تشركوا فيها غيره . والإسلام هو أن تجعل كلية الأشياء ، والأعمال كلها لله عز وجل ثم هو يكون على وجهين :
أحدهما : على الاعتقاد أن تعتقد كلية الأشياء لله لا على تحقيق ذلك الفعل .
والثاني : على تحقيق جعل الأشياء كلها لله اعتقادا وفعلا وقولا ؛ منه يخاف ، ومنه يرجو ، لا يخاف غيره ، ولا يرجو من دونه . فهذا{[12859]} حقيقة الإسلام .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.