فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{قَٰلَ رَبِّ ٱحۡكُم بِٱلۡحَقِّۗ وَرَبُّنَا ٱلرَّحۡمَٰنُ ٱلۡمُسۡتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ} (112)

{ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ { 110 ) وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ { 111 ) قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ { 112 ) } .

رسخوا التصديق استيقنوا أن المعبود بحق يعلم ما تعلنون وما تسرون قولا أو فعلا أو حديث نفس { . . ونعلم ما توسوس به نفسه . . ){[2225]} ؛ وهو مجازيكم على ما تخفون وما تعلنون ؛ وما أدري فربما تكون حكمة الحليم في إمهالكم وعدم التعجيل بمؤاخذتكم أن يختبركم لكي يقطع معاذيركم ، ونحو هذا المعنى جاءت الإشارة إليه في قول المولى تبارك اسمه : { . . أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر . . ){[2226]} ؛ ويترككم في متعكم إلى أن تحين آجالكم ؛ { . . قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير ){[2227]} .

{ قال رب احكم بالحق } كما قال من قبله إخوانه من الأنبياء : { . . ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين ){[2228]} ؛ { وربنا الرحمن } عظيم الرحمة مولانا تبارك وتعالى ؛ { المستعان على ما تصفون } نسأله العون ويسأله كل مؤمن أن يعيننا على الوفاء بأمانات ديننا ، وكبت عدونا الذي ضل وأضل ، وافترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام ؛ فهم يتنوعون في مقامات التكذيب والإفك ؛ والله حسبنا .


[2225]:سورة ق من الآية 16.
[2226]:سورة فاطر. من الآية 37.
[2227]:سورة البقرة. من الآية 126.
[2228]:سورة الأعراف. من الآية 89.