ولما كان{[52068]} البلاغ الذي رتب{[52069]} هذا لأجله هو التوحيد الملزوم لتمام القدرة ، أتبع الإشارة إلى تأخيرهم الإيمان{[52070]} إلى تحذيرهم{[52071]} فقال : { قل } أي لكل من يمكنك {[52072]}له القول{[52073]} : { إنما يوحى إليّ } أي{[52074]} {[52075]}ممن لا موحي بالخير{[52076]} سواه وهو الله{[52077]} الذي خصني بهذا الكتاب المعجز { أنما إلهكم } .
{[52078]}ولما كان المراد إثبات الوحدانية{[52079]} ، لإله مجمع على إلهيته منه ومنهم ، كرر ذكر الإله فقال{[52080]} : { إله واحد } {[52081]}لا شريك له ، لم يوح إليّ{[52082]} في أمر الإله إلا الوحداينة ، وما إلهكم إلا واحد لمن يوح إليّ{[52083]} فيما تدعون من الشركة غير ذلك ، فالأول من قصر الصفة على الموصوف ، أي {[52084]}الحكم على الشيء ، أي{[52085]} الموحي{[52086]} به{[52087]} إليّ مقصور على {[52088]}الوحدانية لا يتعداها{[52089]} إلى الشركة ، والثاني من قصر الموصوف على الصفة ، أي الإله مقصور على الوحدة لا يتجاوزها إلى التعدد ، والمخاطب بهما من يعتقد الشركة ، فهو قصر قلب .
ولما انضم إلى ما مضى من الأدلة العقلية في أمر الوحدانية هذا الدليل السمعي ، وكان ذلك موجباً لأن يخشى إيجاز ما توعدهم به {[52090]}فيخلصوا العبادة لله{[52091]} ، أشار إلى ذلك مرهباً ومرغباً بقوله : { فهل أنتم مسلمون* } أي مذعنون له ملقون إليه مقاليدكم متخلون{[52092]} عن جميع ما تدعونه{[52093]} من دونه لتسلموا من عذابه وتفوزوا بثوابه ، ففي الآية أن هذه الوحدانية يصح أن يكون طريقها السمع{[52094]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.