فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{لَاهِيَةٗ قُلُوبُهُمۡۗ وَأَسَرُّواْ ٱلنَّجۡوَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلۡ هَٰذَآ إِلَّا بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡۖ أَفَتَأۡتُونَ ٱلسِّحۡرَ وَأَنتُمۡ تُبۡصِرُونَ} (3)

{ لاهية قلوبهم } ذهلت قلوبهم فهي لا تفقه مما سمعت شيئا ، لا يتدبرون حكمه ، ولا يتفكرون في برهانه ولا في سلطانه ، ولا في حججه وبيناته ؛ [ { أسروا النجوى } كلام مستأنف مسوق لبيان جناية أخرى من جناياتهم ، و { النجوى } اسم من التناجي ، ولا تكون إلا سرا ، فمعنى إسرارها : المبالغة في إخفائها . . . . { الذين ظلموا } بدل من ضمير { أسروا } . . . . وفيه إشعار بكونهم موصوفين بالظلم الفاحش فيما أسروا به { هل هذا إلا بشر مثلكم } . . . كأنه قيل ماذا قالوا في نجواهم ؟ فقيل : قالوا هذا . . . { أفتأتون السحر } للإنكار ، والفاء للعطف على مقدر يقتضيه المقام ، وقوله سبحانه : { وأنتم تبصرون } حال من فاعل { تأتون } مقررة للإنكار ، ومؤكدة للاستبعاد . . . قالوه بناء على ما ارتكز في اعتقادهم الزائغ أن الرسول لا يكون إلا ملكا ، وأن كل ما يظهر على يد البشر من الخوارق من قبيل السحر ، وعنوا بالسحر هاهنا القرآن ]{[2109]} .


[2109]:ما بين العلامتين [ ] من روح المعاني.